العدد الثانى من مجلة دراسات يابانية وشرقية
يشمل هذا العدد الجديد من المجلة عددًا من البحوث العلمية لباحثين
يابانيين ومصريين فى مجالات علمية متنوعة ، فجاءت بحوث ودراسات هذا
العدد متنوعة فى ثلاثة محاور رئيسية .
خصص المحور الأول " للدراسات اليابانية " ويشمل ثلاث دراسات علمية ،
تتناول الدراسة الأولى التى يقدمها الأستاذ الدكتور سمير عبد الحميد
قضية الثقافة العربية الإسلامية فى اليابان حيث يعرض فيها المراحل
التاريخية التى مرت بها منذ بداية تعرف اليابان على تلك الثقافة وحتى
العصر الحالى .
أما الدراسة الثانية يحاول فيها الأستاذ الدكتور عبد اللطيف خليفة
إلقاء الضوء على بعض سمات الشخصية اليابانية وذلك من منظور علم النفس .
يؤكد الدكتور عبد اللطيف أن اليابانيين رغم التغييرات التى شهدها
العالم فإن اليابانيين تفوقوا على غيرهم فى المحافظة على خصائصهم
الثقافية ، ويشير إلى أن هناك محاولات للكشف عن الشخصية اليابانية ،
لذلك يحاول أن يبرز أهم سمات وملامح الشخصية اليابانية من خلال عدد من
المحاور الرئيسية أبرزها التنشئة والتعليم والتعلم والعلاقات
الاجتماعية ... إلخ .
والدراسة الثالثة والأخيرة فى المحور الأول يقدمها الأستاذ الدكتور
محمد أبو غدير ، حيث يناقش قضية البعد التاريخى الدينى فى العلاقات
الإسرائيلية اليابانية وذلك من خلال إلقاء الضوء على بعض الأبعاد غير
المتداولة عند دراسة البعدين التاريخى والدينى فى هذه العلاقات. والهدف
من دراسة هذين البعدين يبدو من كيفية توظيف الخطاب السياسى والتاريخى
والدينى فى إسرائيل لأحداث قديمة لخدمة سياسات حالية .
وتم تخصيص المحور الثانى لــ : " الإسلام والغرب "، ويشمل هذا المحور
أربع دراسات علمية توضح علاقة الإسلام بالغرب . ومن هذه الدراسات
الأربع دراستان تتناولان تحليلاً علميًا لخطاب بابا الفاتيكان الذى
أثار ردود فعل متباينة إسلامية وغير إسلامية . فالدراسة الأولى يقدمها
الأستاذ سعد عبد العزيز حيث يتناول فيها تباين الرؤى الإسرائيلية لخطاب
البابا . تؤكد هذه الدراسة فى بدايتها الربط بين خطاب البابا وما يجرى
فى العالم وأن خطاب البابا يخدم السياسة الأمريكية ويضفى عليها الشرعية
المفقودة .
والدراسة الثانية التى تحاول رصد وتحليل مضمون خطاب البابا يقدمها
كوإتشى مورى يحاول البرفيسور مورى أن يلقى الضوء على الأبعاد المستترة
وراء ملاحظات البابا حول الإسلام . ويخلص مورى من دراسته – بعد عرض
لأهم ملامح خطاب البابا – إلى أنه يفهم من الخطاب أن أوروبا والعالم
المسيحى لديها تقليد إيمانى قائم على العقل وأن الإسلام ليس لديه ذلك،
وأن على المسلمين أن يكون لديهم حوار عقلانى بدل اللجوء إلى العنف .
ويأخذ مورى على البابا أنه لم يشر مطلقًا إلى فترة الوجود الإسلامى فى
إسبانيا مؤكدًا أن هذه الفترة ضربت المثل فى لقاء العقل بالإيمان.
ويقدم الأستاذ الدكتور حسن حنفى دراسة عن الإسلام فى أوروبا وهذه
الدراسة لا تؤرخ إلى الوجود الإسلامى فى أوروبا بل تناقش القضية من
خلال الكتابات التى تتناول الإسلام فى الغرب أو الإسلام والغرب أو غير
ذلك من العناوين المشابهة . تحاول الدراسة التأكيد على أن الإسلام فى
الغرب أو الإسلام وأوروبا يكونان ثقافة البحر المتوسط وأنهما حضارتان
متداخلتان وأنهما أقرب إلى التاريخ منه إلى الجغرافيا .
والدراسة الرابعة فى هذا المحور يقدمها الأستاذ الدكتور محمد خليفة حسن
حيث يناقش قضية الإسلام بين الحوار والمواجهة فى ضوء نظرية صراع
الحضارات . تشير هذه الدراسة إلى النتائج السلبية التى تركتها أحداث
الحادى عشر من سبتمبر على العلاقات الإسلامية الغربية . وتناقش هذه
الدراسة عددًا من القضايا المرتبطة بالحوار مع الغرب فى ضوء نظرية صراع
الحضارات ، ثم ترصد الدراسة أسباب تعثر الحوار مع الغرب .
وتم تخصيص المحور الثالث لــ : " الدراسات اليهودية " فيقدم الدكتور
أحمد هويدى دراسة لديانة الآباء فى ضوء نظرية مصادر التوراة ، تقدم هذه
الدراسة نقدًا علميًا لديانة الآباء وذلك من خلال مناقشة القضايا
الرئيسية لديانة الآباء مثل أسماء الإلوهية ومفهوم الإلوهية وأسلوب
العبادة والطقوس التى كانت سائدة زمن الآباء .
والدراسة الثانية فى هذا القسم يقدمها البروفيسور ماساهيديه غوتو حول
ظاهرة التسامح الدينى فى اليهودية الحديثة فى ضوء الاقصائية فى التنوير
. تشير الدراسة إلى أن التسامح الدينى فكرة مفادها عدم رفض أو طرد
الشخصيات ذوى الخلفيات الدينية بسبب معتقداتهم الدينية . وهدف الباحث
الإشارة إلى أن النقد الليبرالى للدين ليس شيئًا جديدًا بل انصب على
اليهود الأوروبيين فى العصر الحديث الذين أجبروا على التخلى عن بعض
مظاهر أنماطهم الدينية مقابل منحهم وحصولهم على حقوقهم المدنية .
وبالإضافة إلى محاور العدد الرئيسية تم إضافة محور جديد لمراجعات الكتب
الصادرة حديثًا حيث تقدم المجلة عرضين لكتابين الأول لكتاب روح القانون
فى الربينية اليهودية (التقليدية ) تأليف ميروشى إيتشيكاوا عرض وتقديم
إيتسكو كانسوماتا والثانى لكتاب أسس الحوار فى الإسلام تأليف هربرت
بوسه وعرض ونقد الأستاذ أحمد البهنسى .
|